لاحق كلب الصيد يوما أرنبا، فعجز عن ملاحقته، ولم يستطع إدراكه. فسأل الكلب الأرنب: كيف تسبقني وأنا أقوى منك وأسرع ؟ فأجابه الأرنب: لأني أعدو لحسابي وتعدو لحساب صاحبك. ( طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد، عبد الرحمن الكواكبي، ص: 32)
وكان سبب ادّعاء أبي عنترة إياه أنّ بعض أحياء العرب أغاروا على بني عبس فأصابوا منهم واستاقوا إبلاً، فتبعهم العبسيّون فلحقوهم فقاتلوهم عمّا معهم وعنترة يومئذ بينهم. فقال له أبوه: كرّ يا عنترة. فقال عنترة: العبد لا يحسن الكرّ، إنما يحسن الحلابَ والصرّ. فقال: كرّ وأنت حرّ فكرّ عنترة وفي ذلك اليوم أبلى عنترة بلاءً حسناً فادّعاه أبوه بعد ذلك والحق به نسبه وصار هو عنترة البطل الشعبي الشهير .
في هذين المثالين يعرف المرء أن البطولة والإبداع لا يكونان إلا لحر من الأحرار أما أتباع الأسياد فهم أبعد الناس عن الإبداع والبطولة لأنهم لا نية لهم .. بل هم تبع لنية أسيادهم ومواليهم وهذه من طبائع الاستبداد دائما .
كنت أعلم مقدما أن الأحزاب التي ستقوم على أكتاف كثير ممن ربوا في احضان النظام السابق لن تقدم الجديد بل ستظل نموذجا للاسبداد والانبطاح .. بل ربما تنفلت في تقديم انبطاح غير مطلوب منها لأن الانبطاح شؤم عل أهله وأصحابه فضلا عن كونه شؤما على غيره .. فالانبطاح وليد الاستبداد .. والاستبداد اتجاه ساد قبل الثورة وما سقط إلا رأس من رؤوسه لكن لا زال مستبدون يعيشون بيننا حتى وإن لبسوا زي أهل العلم لكن للعلم طغيانه كما سبق وأشرت في مقالي السابق .
وهذا رابطه http://www.ettaher.com/main/play-541.html .
وحتى لا أكرر ما قلت .. لم تعد القضية قضية تأييد حازم صلاح من غيرها لأن حازم صلاح كان القشة التي قصمت ظهر البعير وأبانت عن سريرة القوم ممن لم نعتد منهم بطولات وإنما مجرد مواقف ترسم بيد مرتعشة واليد المرتعشة لا ترسم خطا مستقيما أبدا ولن تفعل لكونها تحاول الحفاظ على اتزانها فقط لأن وحش الخوف يسكنها بوهمه فالقصة لدى هؤلاء ما هي غلا قصة كيف احافظ على كياني ؟ لا كيف أقضي على واقع سيء لأبني واقعا جديدا ... وهذه قمة الواقعية في نظر أولئك !! ولا عجب إذن حين تسمع من نادر بكار (( شديد الأسف في كل المواقف )) تصريحا يتهم أبا إسماعيل بكونه مفتقا للواقعية مع كونه ثائرا .. وإذا كان أبو إسماعيل ثائرا يحتاج للواقعية .. فأنت يا نادر ومن معك واقع يحتاج للثورة عليه .
ما زاد نادر على كونه مرددا لكلام شيوخه الذي اختاروه لمهمة المتحدث الرسمي لكونه يجيد السمع والطاعة بلا إبداع .
نادر الذي وقف فاغرا فاه من شدة الفرح في عرس حمزاوي – بسمة وحمزاوي الداعي إلى زواج مدني – ونسي أن يحضر جنازة الشيخ رفاعي سرور أو أن يمارس مهنته بالأسف الشديد عن نسيان الحضور – وبالطبع لن يفعل لأن ثمة خلاف منهجي بين مدرسة اسكندرية والشيخ رفاعي رحمه الله .. ولكن مهابة الموت وجلاله لم ينسيا المدرسة هذا الخلاف .. بينما جلالة موت شنودة أنستهم هذا فتقدموا بعزاء رسمي باسم الحزب الممثل للدعوة المسماة باسم السلفية بالأسكندرية .
هكذا فعلت الحزبية يخالطها الاستبداد نسيت عزاء في مخالف للفكرة .. بينما تذكرته في مخالف للعقيدة .
ليس غريبا على من أوقف مظاهرات الأسكندرية ضد الكنيسة إبان مسرحية (( كنت أعمى وانا اليوم مبصر )) أوقفها بناء على رغبة الجهات الأمنية آنذاك .
وليس غريبا على من زجّ بالدليل الشرعي (( عافية )) لإيقاف المظاهرات المطالبة بالقصاص لدم سيد بلال .
وليس غريبا على من تأخر عن الثورة ولم يلحق إلاّ بعربتها الأخيرة .
نادر ليس إلّا حبة في عقد التبعية للحزبية المقيتة التي نعرفها ونذوق الأمرين بسببها.... هذه الحزبية التي لم تر كفاءات إسلامية في حجم حسام أبي البخاري وخالد سعيد ومحمد يسري وغيرهم ووجدت ضالتها في أبي تريكة (( مع كامل الاحترام لكل شخص يستحق الاحترام )) وإيمان البحر درويش ... .. وأرشح لهم الراقصة دينا فقد حجّت إلى بيت الله الحرام أكثر من مرة ... ومعها الممثلة الكبيرة سمية الخشاب التي تريد زوجا سلفيا .. ولماذا اختاروا عمرو حمزاوي ولم يختاروا زوجته بسمة ؟؟؟؟ أليس هذا إجحافا من حقها وقد حضر عرسها وهي بفستانها العاري كبير المتأسفين نادر البكار ؟؟؟
حزب النور يسير على طريقة الاستبداد والانبطاح لأنه يتبع هذه المدرسة فعلا وكم وكم عانيت شخصيا من هذه المدرسة التي جعلت من كبارها خطا أحمر لا يمكن الاقتراب منه .. وأعلم أن وابل السب والخب والغيبة والشتيمة سيصب علي فلا جعلت في حل من فعل وأنا خصمه أمام الله .
نادر لم يأت بجديد بل صاغ عبارات الشيخ ياسر برهامي التي رددها في جريدة الفتح ولقائه مع الليثي في المحور عن شروطه في المرشح الذي سيدعمه هو وحزبه وذكر منها الواقعية في برنامجه .. فصاغها البكار بطريقته وهكذا نجح وسيظل ناجحا وطوبى له وطوباه ...
مشكلة الحزب والدعوة مع حازم أبي إسماعيل أنه لا يجيد الطأطأة ولن يفعل ولن يكون حزبيا مقيتا ولذلك سترسل عليه الصواعق وسيتهم ليس بعدم الواقعية بل باتهامات كثيرة سبق لنا أن سمعناها .. فهو لا يستمع للكبار (( ومعلوم من هم الكبار طبعا )) وهذه غير حقيقية فالرجل رأيته بعيني رأسي وهو يطوف على الشيوخ يشاورهم ويسمع لهم خاصة حين كان بالأسكندرية .
وسيقال أنه متعجل .. ولا يعرف التأني .. ويحتاج للواقعية .
وسيقال أن منصب الرئاسة كبير عليه جدا وهناك من هو أحق به منه .
وسؤالي :
ألستم من علمنا يوما (( لا ينقص الدين وأنا حي )) .. فهل ينقص وانتم شركاء ؟؟
ألستم من علمنا المصلحة والمفسدة ؟؟ وأي مفسدة أكبر من تعطيل الشرع ؟ وأي مصلحة أكبر من تعطيل الشرع ؟؟
ألستم من نادى بتطبيق الشريعة ؟؟ فلماذا تطبيق الشريعة ولكن ليس الآن ؟
اتقوا الله فينا وفي مصر .
واتقوا الله في أتباعكم الذين لا يردون لكم أمرا .
إن قطار الزمان لا ينتظر أحدا بل سيترك الحسرة لكل من تخلف عنه .