وضعت أحداث أمس في إمبابة اللمسات الأخيرة على الصورة الحقيقة لمصر المقبلة، وبكل أسى أقول إنها صورة مظلمة وقاتمة لمصير مصر المسلمة.
فالمسلمة المختطفة (عبير) لم يتحرك لها مسئول واحد عن كرسيه ولم يجد لها الإعلام المصري الغارق في أموال الكنيسة وساويرس ولو فمتوثانية ليتساءل عن مصيرها.
وعندما استطاعت إجراء مكالمة بزوجها وأخبرته بمكانها قام بالتوجه لوزارة الداخلية وتحرير محضر بهذا الخصوص، وعندما توجهت الشرطة لتحرير المختطفة وامتنعت الكنيسة واحتشد الناس انهمرت طلقات الغدر على المسلمين لمدة خمس ساعات فشل خلالها الجيش والشرطة في مواجهة النصارى عسكريا.
عشرات البنادق والرشاشات الآلية وآلاف الطلقات خرجت من الكنيسة والبيوت المجاورة لها وأحرقت كل من وقف أمامها.
وفي منصف الليل عندما لم يستطع وزير الداخلية إنكار أن الأسلحة الآلية انطلقت من الكنيسة والبيوت المجاورة لها قام النصارى بإشعال سريع للنيران في كنيسة أخرى ليتحول النصارى من جناة مجرمين قساة القلوب إلى ضحية بريئة تحرق كنائسهم على رؤوسهم وهم يصلون.
وانبرى إعلام ساويرس يضغط على صور الكنيسة المحروقة حتى ينسى الجميع عزف الرصاص الذي انطلق من الكنيسة الغادرة الفاجرة.
والمضحك في الأمر أنه بعد قرار تأمين الكنائس خرجت فرقة من الكشافة بكنيسة العذراء بالوراق بالسيوف والسنج لتغلق شارع الكورنيش الرئيسي وتتعدى بالضرب على المسلمين المارين في الشارع !!
وليكتمل المشهد المأساوي يبدأ الحديث عن السلفيين ثم عن إشاعة اختطاف مسلمة وبدلا من صدور أمر عسكري بتفتيش الكنائس ومصادرة الأسلحة المكدسة داخلها تصدر الأوامر بتأمين كل الكنائس على مستوى الجمهورية
وطبعا لن يفوت الشيخ محمد حسان المشهد دون أن يضع عليه لمساته السحرية التي يؤنب فيها المسلمين لأنهم تجرؤا على المطالبة بتحرير أسيرة مسلمة ويتحدث الشيخ عن أن مصر ليست ملكا للمسلمين وحدهم ويذكرنا بحرمة الأقباط وذمتهم !!
وهكذا علقت مصر بأسرها على الصليب
وما بين فجور الكنيسة وتخاذل الدولة وعمالة الإعلام ونفاق البعض بات مصير المسلمين بمصر أسود، وحقوقهم مهدرة، وأعراضهم مسلوبة، وأخذت خارطة مصر ما بعد الثورة تتشكل رويدا رويدا على النمط اليوغسلافي المحبب لقلوب نصارى مصر.